إنجازات الثعلب اللي كان سابق عصره بنص قرن. لعقود، الجيش بقى بوابين للصهاينة، الجبهة الداخلية تفسخت لدرجة إنتاج طبقة كاملة من الوكلاء والعملاء المحليين، الفساد هو القاعدة على كل الأصعدة، كل الخدمات وأنشطة الحياة اليومية في الحضيض. البلد اتساوت بالأرض بدون طلقة رصاص واحدة!
الكلام عن موازين القوى والحسابات السياسية وفرش الخرائط والجري ورا بعض بالآت الحاسبة وقت المعارك الوجودية والحرب من أجل البقاء ده حماقة مميتة (بافتراض حسن النية) بتدعي أنها حكمة وبُعد نظر.
أنا مقتنع إن الحسبة الوحيدة اللي طلعت الغلط هي افتراض إن العالم الشرموط ده فيه أي خطوط حمراء من أي نوع، أي حاجة تانية من اللي بيدعي مفكرين المصاطب أنها حسابات خاطئة، بشكل أو بآخر هي حتميات كان لازم تحصل.
أنا مش مقتنع إن المشكلة هي إننا ما بنفهمش سياسة أو إننا مش عارفين نكلم العالم، وشايف إن ده هو لوم للضحية، انتصار مضمون في معركة آمنة. الغرب والصهاينة بيقولوا كلام فارغ وكذب مفضوح وبيرتكبوا أخطاء "سياسية" فادحة وبيعملوا اللي هم عايزينه وبيكسبوا عادي. المشكلة الوحيدة هي إننا ضعفاء.
جماعة "ملناش دعوة" بأي حاجة برة حوش البرج الأيقوني وهم بيحتفلوا بذكرى نصر أكتوبر ياريت يفتكروا أنها كانت معركتنا وواجبنا لكن ما خوضنهاش لوحدنا، إخوة وأصدقاء وحلفاء وقفوا وضحوا معانا. لازم ما ننساش إن محدش بيعيش ويعدي لوحده، وإن السكة اللي ماشيين فيها دي آخرتها سودا.
ممكن لو مفيهاش إساءة أدب يعني فراشات الإنسانية والجماعة سياسيين المصاطب يوعوا المقاومة الساذجة ويعرفوهم إزاي يقاوموا ويحرروا بلدهم في مواجهة العالم كله بدون ثمن؟ الوحيد االي من حقه يتكلم في قيمة الثمن وجدواه ويسب ويلعن للكوكب كله هو الفلسطيني فقط لا غير، لأنه الوحيد اللي بيدفع.
الصهاينة عندهم مشكلتين مع حرب أكتوبر. الأولى هي الهزيمة العسكرية. الثانية هي أنهم اتهزموا من أكتر شعب زياط في العالم. للتوضيح، احنا بقى لنا ٧٠٠٠ سنة بنزيط على حضارة قديمة، فاحنا هنزيط عليكم أقل واجب لحد قبل الخلاص النهائي منكم بساعتين مثلاً.
الطغاة شرط الغزاة. لا يمكن هزيمة غزاة الخارج إلا بعد التخلص من طغاة الداخل.